سيدتي ..
لقد سمعت كثيرا عن المن والسلوى , قالوا عن الأول إنه شيء يشبه الحلوى لذيذ طعمه , وقالوا عن الثاني إنه نوع من الطيور شهي لحمه , ولكن صدقيني لم أرهما في حياتي إلا حينما رأيت شفتيك .
أستغفر الله .. ما المن والسلوى ونظائرهما عند شفتيك ؟! .. لو حضر المن والسلوى على طبق من ذهب ما نظرت إليهما , ففي شفتيك المكتنزتين اللتين تغرياني ما يشغل عنهما ألف مرة .. ماذا أفعل بهما وشفتاك أحلى منهمـا ألف مرة ؟! .
إن رضابك ألذ من الشهد وأشهى , وجانبي شفتيك غمزتان في خدي كرزتين , وشفتك العليا كرزة سابحة في نهر العسل . أما شفتك السفلى الممتلئة رقة وحنانا وعسلا , فهي أرق من الرقة ذاتها , وألذ من اللذة نفسها , وأشهى من كل متاع الدنيا .
اعذريني .. لا ينبغي أن أتابع , فالحديث عن شفتيك يجب أن يبقى سرا بيننا وهمسا بين شفتينا . إنني أخشى أن يطلع على ما كتبت بعض عذالنا فيموت قهرا وهما , فما بالك بما لم أكتبه إلا على صفحتي شفتيك ولم أمسحه من ورقتي شفتي ؟! .. إن بقاياهما مازالت كالأثر عليهما وسطورهما منقوشة فيهما