أحبّ رجل جارية من العرب، وكانت ذات عقل وأدب، فما زال يحتال في أمرها، وطلب لقاءها..
حتى اجتمع معها في ليلة مظلمة شديدة السواد!!..
فتحدث معها ساعة.. ثم دعته نفسه إليها!!..
فقال: يا هذه قد طال شوقي إليك!!.. فقالت: وأنا كذلك!!..
فقال هذا الليل قد ذهب والصبح قد اقترب!!..
فقالت: هكذا تفنى الشهوات وتنقطع اللذات!!..
فقال لها: لو اقتربتِ مني!!.. فقالت: هيهات هيهات!! إني أخاف البعد من الله!!..
قال: فما الذي دعاكِ إلى الحضور معي هنا؟؟!!..
فقالت: شقوتي وبلائي!!.. فقال لها: فمتى أراكِ مرة أخرى؟؟!!
فقالت: ما أنساك أبداً!!.. وأما الإجتماع معك فما أظنّه يكون بعد الليلة!!..
ثم ولّت ذاهبة عنه!!.. قال الرجل: فاستحييت مما سمعت منها!!
وأنشد..............
توقّت عذاباً لا يطــــاقُ انتقامه....ولم تــــأتِ ما تخشى به أن تعذّبا
وقــــالت مقـــالاً كدتُ من شدة....الحيا أهيمُ على وجهي حياً وتعجبا
ألا أفٍّ للحبِّ الذي يورث العمى....ويــوردُ نــاراً لا تمــلُّ التلــــهبّا
فأقبل عَــودي فــوق بدئي مُفكرا....وقد زال عن قلبي العمى فتسربّا